أحمد روتو Eĥmedê Rûtê

أحمد روتو  Eĥmedê Rûtê  

ahmad-roto

يروى عن شيخ إبراهيم خليل زعيم حركة المريدين، أنه شاهد أحمد روتو، وحج حنان شيخ إسماعيل، وعبدو خوجه من قرية ميدانكي، وسيدو ديكو في الاجتماع الذي دعا إليه الجنرال التركي الكردي الأصل / قره بكر كاظم باشا / في قرية “أفيون قره حصار” التابعة لولاية مراش “مرعش”، واتفقوا فيه على تشكيل “قواي مللي” القوات الشعبية. وقد سجل هؤلاء الأكراد الأربعة أسماءهم في عداد تلك القوات، وعادوا إلى ج.الكرد، ثم قادوا معظم عمليات المقاومة في الجبل بين أعوام 1919 و 1922.

ومع نهاية عام 1922 هدأت أعمال المقاومة بسبب تخلي بعض زعماء المقاومة عنها بعد تدخل “كوررشيد”، ولكن بقي بعضهم الآخر يقاوم الاحتلال، ومنهم أحمد روتو، وأصلان آغا شوربه، وعبدو خوجه. فقامت القوات الفرنسية بهجوم كبير على قرية أحمد روتو وقرية شوربه، وقصفوا القريتين بالمدافع من محطة قطار “قورط قولاق”، ثم أقدموا على إحراق دار أحمد روتو، واستولوا على جميع ممتلكاته، وألقوا القبض عليه وأودعوه السجن في حلب.

إلا أنه تمكن بمساعدة صف ضابط كردي في الشرطة يسمى “حنان حمكي”، بعد نحو ستة أشهر تقريبا، وبالاتفاق مع الوطنيين في حلب من إحداث ثقب في جدار السجن والهروب إلى تركيا، فاستقبله الأتراك بالحفاوة في مدينة كلس، ومنحوه رتبة جنرال وعينوه رئيسا للبلدية لفترة قصيرة، كونه كان عضواً بارزاً في “قواي مللي”.

أقام أحمد روتو في موقع في جبل Qotîl المقابل لبلدة أعزاز تحديا للفرنسيين، فأرسل إليه ضابط الاستخبارات الفرنسي رفيقه أصلان آغا بغية إقناعه بالعودة إلى سوريا، والتعويض عليه عن الخسائر التي ألحقت به، وقدر المبلغ حينها بـ 34 ألف ليرة ذهبية، مع إعادة إعمار داره، وحذره بأن الأتراك سوف ينقلبون عليه عاجلا أو آجلا، إلا أنه رفض العرض، ولم يمض وقت طويل حتى تعرض أحمد روتو ومعظم أفراد المقاومة الشعبية “جته” لإضطهاد السلطة التركية الكمالية.

فبعد فترة من الزمن، وقعت حادثة قرب الحدود التركية، ألقى الفرنسيون خلالها القبض على أحد أبناء أعيان كلس، فتدخل الكثيرون ممن لديهم نفوذ لدى نوتاري، إلا أنه رفض الإفراج عنه. حينها توجه أهل الفتى المقبوض عليه إلى أحمد روتو لاستخدام نفوذه في هذه القضية، فتوجه أحمد آغا مع عدد من مرافقيه بلباسه العسكري الرسمي إلى أعزاز، فاستقبله نوتاري بحفاوة، ولبى طلبه بالإفراج عن الفتى السجين وأعاده بصحبته إلى أهله.

ويقال بأن جماعة معارضة لأحمد روتو، استغلت هذه الحادثة، وبثت دعاية مفادها أن له علاقة سرية مع نوتاري، فنفاه الأتراك إلى قرية “زليفكه” البعيدة عن الحدود. حينها خشي أحمد آغا من وقوعه في مصيدة السلطات التركية، فترك كلس عائدا إلى سوريا عام 1926، وقضى بقية حياته في قريته وتوفي فيها عام 1937().

 

د. محمد عبدو علي

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.