المطرب جميل هورو
اسمه جميل رشيد بن هورو، ولد عام 1932 في قرية Se’rîncek التابعة لناحية بلبل. كان في بداية حياته متدينا حافظا للقرآن، ويرعى شؤون مجموعة من مريدي الشيخ محمد شيخ حيدر والد شيخ رعبو المعروف في المنطقة.
وعندما اكتشف المحيطون به جمال صوته، شجعوه على الغناء، فاستأذن شيخه، وبدأ بالغناء في بعض المناسبات، ثم ترك الحلقات الدينية رويدا رويدا. كما بدأت الميول القومية تتبلور لديه، خاصة بعد عودة الزعيم الكردي مصطفى البارزاني إلى العراق سنة 1958. فاعتقل وأودع السجن لعدة اشهر بسبب ميوله تلك ، فلجأ على أثرها مع أسرته إلى تركيا، ومنها إلى العراق، وهناك رعاه البيشمركه، وأسكنوه بلدة زاخو. وبعد توقيع اتفاق السلام سنة 1970 بين الأكراد والحكومة العراقية، واستلام الرئيس حافظ الأسد الحكم في سوريا، عاد إلى بلاده وتنقل في السكن ما بين حلب وعفرين.
كان لجميل هورو صوت قوي وعذب، ولديه صدق في الأداء. فغنى الأغاني الكردية الملحمية مثل Memê Alan والأغاني العاطفية التقليدية مثل Meyro Meyrem إضافة إلى الأغاني القومية، وأشهرها أغنية الأغنية القومية المعروفة حول شيخ سعيد پيران. أما أعذب أغانيه فهيMemê Alan التي أداها مع المطربة الكردية المشهورة المرحومة “عيشه شان” حينما كان لاجئا في تركيا.
ومن الجدير ذكره أن جميل كان يرتجل بعضا من أغانيه على عادة الفنانين الشعبيين. وهذا مقطع من أغنية “بارزاني” التي ألفها، وغناها بعد وفاة ملا مصطفى البارزاني عام 1979:
أيها الرفاق، أيها الكرد Hevalno kanî, kurdino kanî أين أسد الجبال أين بارزاني Wa şêrê çiya kanî BARZANÎ
القدر الغدار هدَّ ديارنا Feleka neyar mala me danî
لأن الكرد بدونك عانوا كثيرا Ji ber ku kurda bê te pir êşek dîn في هذه الدنيا الفانية Li va dinya fanî
استقر به المقام أخيرا في بلدة جنديرس وعمل في مهنته النجارة. وتوفي فيها بتاريخ 20/9/1989 بداء السكري، ودفن في مقبرة زيارة حنان. خلف جميل هورو أربع بنات وخمسة ذكور، يقيم أغلبهم في بلدة جنديرس. ويمارس بعضهم هوايات الغناء والعزف على الطنبور.
د. محمد عبدو علي