بالموسيقا والغناء نصنع السلام ( مع بييكس داري )

الحرب من أشد الأمور المؤلمة التي تتعرض لها أي أرض في العالم وكل من يقطن على هذه الأرض مهما كانت عقيدته او لغته أو دينه .
ويبقى الإنسان ضحية الإنسان في كل حرب وكثيرا” ما تكون الهجرة هو الحل الأنسب للغالبية للبحث عن مكان آمن والهروب من واقع أليم لا يستطيع اي إنسان أن يتحدى كل ما سينتج عن قرار البقاء في عمق الحرب .

ولكن اليوم تختلف المسألة عند البعض من الأشخاص الذين قرروا البقاء وتحدي كل ما هو مؤلم بالموسيقا والغناء .
كان من حسن الحظ هو لقائي بأحد الشخصيات التي كان يحمل هذا الفكر وهو الأستاذ (بييكس داري) الذي استطاع أن يغير الكثير من المفاهيم بالنسبة لي وبالنسبة لكثير من الأشخاص الذين لم يستطيعوا البقاء فقرروا الهجرة إلى البعيد .

الأستاذ بييكس داري كاتب وملحن وعازف على آلة العود من مؤسسي فرقة قامشلو التي تكونت ضمن فترة الحرب في سوريا
يقول بييكس داري : كنت أتألم كثيرا” مما كان يحدث من حرب ودمار وتهجير وظلم بحق الإنسانية وكلما كان يزيد ألمي كنت اعتزل عن كل شيء واحبس نفسي في غرفتي انا وآلتي الموسيقية لينتج عن هذا الألم العديد من الأغاني العربية والكردية والمقطوعات الموسيقية .

تابع الأستاذ داري حديثه أن كلماتي لم تكن بعيدة عن الواقع بل كل ما أكتبه واغنيه هو صوت الواقع الأليم وصوت لهذه الأرض التي عانت الكثير من الويلات لذلك كان يجب علي أن لا أتوقف عن تقديم الرسائل الغنائية الموسيقية فقررنا أنا والعديد من الأصدقاء تأسيس مجموعة كبيرة من تضم موسيقين ومغنينين وكان وقوفنا على المسرح هو أكبر تحدي للحرب .

وكنا بين الحين والآخر نقدم رسالة إلى كل العالم أننا شعب نستطيع ان نصنع السلام من ذاتنا والموسيقا والغناء هو الأداة الأقوى بالنسبة لنا ولم نكن نقدم الاغاني فقط باللغة الكردية بل بالكردية والعربية والسريانية وتراث الجزيرة وعندما نرتدي الزي الكردي ونغني بالعربية أظن أن هذه رسالة كافية أن هذه الأرض هي أرض الأخوة وأرض الثقافات .

والموسيقا هي لغة نستطيع من خلالها أن نطلب السلام لأنفسنا والأرض التي ننتمي لها .
وعندما سألت الأستاذ داري عن أهمية وجود المسرح حيث كان رده : وجود المسرح في اي مكان هو شيء في غاية الأهمية فالمسرح هو ثقافة نستطيع ان نصنع من خلالها الأجيال والشعوب المتطورة المثقفة بعيدا” عن لغة القتل والارهاب.

كان الحديث مع الأستاذ داري حديث طويل جدا” وشيق وكانت رسالته واضحة وعميقة جدا” .

وبالفعل نحن نستطيع بالموسيقا والغناء أن نصنع السلام لأنفسنا ولارضنا فالموسيقا كانت وستبقى لغة الشعوب المتحضرة والمتجهة نحو الفكر الراقي والثقافي .

أننا نستطيع زرع هذه الفكرة في عقول أطفالنا وتأسيس الأجيال على العقيدة الإنسانية فالإنسان هو من يصنع الحروب وهو من يصنع السلام لنكن نحن من صانعي السلام

 

بقلم: سردار شريف

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.