تحسين طه   Tahsîn Taha

وُلد عملاق الغناء الكردي تحسين طه عام 1941 في آميدي “العمادية ” بمحافظة دهوك، في ظل عائلة تعشق الفن والموسيقى، والدهُ طه محمد سليم آميدي ووالدتهُ غوربت سليم خانم، تنقّلَ الطفل الصغير نتيجة عمل والده بين عدة مناطق ونواحي منها ” آميدي، مانكيشك، زاخو ” مما ساهم في تشكيل ذاكرته الجمالية الأولى وتكوين شخصيته.

تميز تحسين طه بحسّه الوطني الصادق الملتزم بقضايا وطنه ففي عام 1958 تم إبعاده عن الدراسة في مدينة الموصل لاشتراكه في تظاهرات عام 1956-1957 فعاد إلى آميدي وأنهى المرحلة المتوسطة من دراسته هناك وفي عام 1960 التحق بكلية الفنون الجميلة قسم المسرح في بغداد لكنه لم يتم دراسته بسبب اعتقاله وفصله من الكلية لانخراطه في العمل السياسي ثم التحاقه لاحقاً بصفوف قوات البيشمركة آنذالك.

في عام 1963 ومع تولّي أحمد حسن بكر الحكم استطاع تحسين طه العودة للكلية ومتابعة دراسته حتى تخرّج منها وتم تعيينه مدرّساً لمادة الفن في مدارس مخمور وأربيل .

أدرك الفنان الراحل تحسين طه شغفه للغناء وميله للفن في سن مبكرة ولكونه امتلك خامة صوتية فريدة ومتميّزة قلّما تتكرر عكف الملحّنون والشعراء لكتابة وتلحين أفضل وأجمل أغانيه وأول من اكتشف قدراته الصوتية والده حيث كانت أولى أغانيه من كتابة والده ” رابه جوتيار، بهدينان، جومه زاخوكي”  كما غنّى لشعراء كرد كبار مثل الدكتور  بدرخان السندي وريكيش آميدي وفي عام 1970 ذهب إلى بغداد وغنّى في راديو وتلفزيون بغداد كما قام بتسجيل عدد من الأغاني في القسم الكردي في إذاعة بغداد بالتعاون مع الفنانين ” عزيز ملا وفاضل آكري”  كما سجّل في عام 1987عدد من الأغاني مع فرقة الفن في دهوك بقيادة الموسيقي دلشاد محمد سعيد.

تحسين طه من أكثر الفنانين الذين تمتّعوا بشعبية كبيرة فقد كان قريباً من الناس، عايش همومهم وقضاياهم الوطنية والقومية وعندما غنّى لهم أبدع فالمستمع له  يدخل في حالةٍ من التماهي الجميل مع صوته ليصبح وبجدارة عملاق الأغنية الكردية.

غنّى تحسين طه للوطن، للحب، للطبيعة، للمرأة، للطفل كما غنّى الكثير من الأغاني التراثية الفلكلورية وخاض تجربة الثنائيات الغنائية مع عدد من الفنّانين أبرزهم “كولبهار وعيشه شان”، قدّم المئات من الأغاني “18 ألبوم غنائي” والعشرات من الأغاني التي قدّمها في الأعراس والحفلات ومن أبرز أغانيه الخالدة: ” آسو،  مله تيمي، بيريفاني، أي فلكه وغيرها الكثير”.

في عام 1994 غادر تحسين طه إلى أوروبا لإحياء حفلات هناك واختار الإقامة في هولندا وفي 28 أيار 1995 وبعد عام من اقامته في أوروبا توفي نتيجة أزمة قلبية وعاد إلى الوطن محمّلاً على الأكتاف ووري الثرى في تراب مدينته آميدي، رحل جسداً ولكنّه بقي حاضراً في قلوب محبيه وخالداً في ذاكرة الفن والغناء الكردي.

المصدر : موقع semakurd

خاص بموقع جياي كورمنج ــــــــ Evlin Ibesh

 

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.