الفنان محمد علي تجو
مطرب شعبي معروف، وعازف طنبور من الطراز الأول، له موهبة متميزة في مجال ارتجال كلمات أغانيه الشعبية الجميلة وأغاني المناسبات.
للمطرب محمد علي تجو “أبو علي” شهرته الفنية بين أهالي جبل الأكراد منذ ما ينوف على نصف قرن. وهو ذو شخصية جذابة ووقورة بنفس الوقت، وكأنها تعكس جمال وهيبة وطبيعة جبل “هاوار”، مثلما تعكس طلاقة لسانه ونبرته الدقيقة والواثقة في الحديث، صفات أبناء ناحية آمكان المتصفين بالجرأة والصراحة والوضوح.
يقول الفنان علي تجو عن بداية ميوله الفنية والتعلق بالغناء:
أثناء الحرب العالمية الثانية، التحق اثنان من اخوتي بالجيش الإنكليزي للقتال في شمالي أفريقيا وفلسطين، وكنت صبيا، تصحبني والدتي إلى الكروم، وهناك تغني أغاني حزينة بصوتها العذب الجميل على فراق أبنائها، وغالبا ما كانت كلمات أغانيها وليدة لحظتها. فأثر ذلك كثيرا في تكويني العاطفي وحبي للغناء. إضافة إلى تأثري الكبير بمطربين مشهورين من قرية Naza القريبة من قريته حسن ديرلي، من أمثال ‘Evdê Şe’rê وشقيقه Ĥes Nazî، وأخذت منهم الأغاني والمقامات العديدة.
أما العزف على آلة الطنبور فقد تعلمه الفنان من والده وشقيقه، اللذين كانا يجيدان العزف عليها، وتأثر كذلك بعزف وغناء الفنانين الأكراد من مناطق عنتاب، الذين كانوا يبدلون كلمات الأغاني الكردية إلى اللغة التركية، ويبقون على ألحانها الكردية التقليدية الشجية، فـ “أبو علي” يتقن اللغة التركية حديثا وغناء.
في حياته الفنية التي تجاوزت النصف قرن، غنى الفنان علي تجو الأغاني القصصية القديمة، والإيقاعية الخفيفة في مختلف المناسبات الاجتماعية والقومية، ويعتبر أفضل من غنى أغنية شيخ سعيد قائد ثورة 1925 الكردية على الدولة التركية الكمالية. ومن كلماته وتلحينه وعزفه وأدائه غنى لرحيل مصطفى البارزاني، والدكتور نوري ديرسمي، والشهيد د.عبدالرحمن قاسملو، والشهيدة ليلى قاسم حسن، وكذلك لاختطاف عبدالله أوجلان، وبلغت أغانيه التي من تأليفه وغنائه 103 أغنية.
في عام 1976 دعته منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة للمشاركة في لقاءات فنية لفنانين من شعوب العالم، فزار فرنسا وهولاندا خمس سنوات متتالية، يقدم خلالها فنونه في الغناء والعزف على الطنبور.
للفنان علي تجو كثير من الأولاد، بعضهم يغني ويعزف على الطنبور، فابنته آراز Araz تملك صوتا جميلا، وتجيد الغناء، وابنها محمد يملك صوتا جميلا وقويا. ولايزال أبو علي يمارس الغناء في مناسبات خاصة بعد أن تجاوز الثمانين من عمره.
أجرت مع الفنان بعض التلفزيونات الفضائية الكردية لقاءات عابرة، إلا أنه شأن جميع الفنانين الشعبيين في جبل الأكراد، لم ينل فرصته لا وطنيا سوريا، ولا قوميا، ولم يحظ بالاهتمام اللائق.
د. محمد عبدو علي