خليل عبد القادر khalil – فنان تشكيلي كردي

 

الفنان و الشاعر عبدالغني محمد أمين

يسرد حكاياته عن التشكيلي خليل عبدالقادر ضمن الملف الذي

أعددناه في جريدة بينوسا نو ( القلم الجديد ) العدد 41 تشرين الثاني 2015

……………………..……………………..……………………..……..
تعرفت على الصديق خليل عبد القادر في نهاية عام 1966 أو في بداية عام 1967 حيث كنا في مدينة الحسكة و تحديداً في حي الصالحية ونحن في بداية شبابنا حيث نلعب بالكلل وجك الفرنكات امام باب الاستاذ والشاعر الكردي صالح حيدو الذي يربط بخليل صلة القرابة . كان خليل شاباً موهوباً في الرسم واللون ومبدعاً في مائياته السريعة والجميلة آنذاك وهو يملك جرأة في التعامل مع اللون والشكل والمجسمات الصخرية و كان مميزاً اثناء الرسم و كثيراً ما كان يشرد و يندمج في أعماله إندماجاً فوق العادة كما كان يحب آلة الكمان حباً جماً .
إنسحب خليل إلى خدمة الجيش في بداية 1975وهو في بداية شبابه حيث كنت أحضر لإقامة معرضي الأول في مدينة الحسكة في الشهر الرابع من العام نفسه ، في صالة المعارض القديمة في المركز الثقافي العربي .
كان خليل مميزاً في تعامله مع الأصدقاء والأقارب خارجاً عن التقاليد الكلاسيكية والعشائرية سخياً جداً وبسيطا يثق بكل صديق وقريب ، كان لديه سيارة جيب ويلس مفتوحة دون غطاء صيفا وشتاء وهي سيارة الجميع يستعيرها كل صديق عند الحاجة .
في أحد الأيام كنا نرسم خلفية المسرح لعيد نوروز في دار المرحوم الشاعر ملا نايف ( سيداي تيريج ) وكان من الحضور أحد اقرباء خليل وهو الشاعر الكردي صالح حيدو . فسأل صالح خليل :
هل تعرف يا خليل أن هذه الرسمة ستظهر أمام ألاف الناس في يوم نوروز فقال خليل أعرف ذلك و أكمل حيدو سؤاله بسؤال آخر وهل تعرف أن الجميع سيعرف بأنك راسمها و أنك القائم بإنجازها مع هذا المعتر عبدالغني .قال خليل وأين المشكلة يا صالح . قال صالح وفي المساء سيدق رجال الأمن و المخابرات بابك و يجرونك إلى الفرع عندهم و هل تعرف يا خليل قبل كل شيء بأن الدولاب سينتظرك ، أجابه خليل و هل أنهيت كلامك يا صالح حيدو ثم نهض خليل و قال بغضب اخرج من هنا و أغلق الباب خلفك ، اذهب من هنا فاذا خلقك الرب خائفاً و جباناً فليس هناك داع أن تنقل إلينا خوفك وجبنك (أذا انت خائف وجاي تخوفنا ايضا لا اريد رؤياك هنا ). كان خليل يدرك ما يقوله صالح ، و كذلك كان مدركاً لعمله الذي يقوم به كما كان مقتنعاً في خدمته وهو يعرف بأن العمل الذي يقوم به لا يضر أحداً .
……………………..………..
لقد صمم خلل يبيت له في مدينة الحسكة_ حي الصالحية دائري الشكل من عدة غرف وصالون ومطبخ وحمام كل غرفة تشكل شكلاً دائرياً وكان هذا البيت معروفاً من قبل اهل الحي ببيت المجانين .
…………….
خليل عبدالقادر وصاحب الجرار خليل السيد :
كان خليل السيد يملك جرار وعربية قلاب يجلب مواد البناء في حي الصالحية والعزيزية وقد جلب لخليل مواد كثيرة من البحص والرمل والحجر لتشييد مبنى المجانين في الحي وقد تعرف خليل السيد على خليل عبدالقادر بمعرفة عبدالغني حسين وتلك المعرفة بمثابة كفالة عند خليل السيد لتأمين حق المواد كونه لا يعرف عن خليل شيئاً . وكنت أدفع لخليل السيد ثمن أتعابه وثمن تلك المواد . في أحد الايام كان خليل السيد في زيارة لعبد الغني وهو يلومه من صاحبه خليل عبد القادر وهو لم يراه وبقي له مبلغاً من المال في حوزة خليل عبدالقادر
قال عبدالغني لخليل السيد هل طالبت بحقك من خليل قال لا قال عبد له طيب اطلب منه وان لم يوفيك ما تريده سأدفعها لك . فذهب خليل السيد إلى بيت خليل عبدالقادر وهو يروي هذه القصة .
قال : كنت أمام الباب الخارجي لبيت خليل وبابه من الشبك الثخين و ذو الفتحات الواسعة أرن الجرس عدة مرات ولم أر أحداً يفتح الباب فنظرت بتمعن في البيت رأيت خليل في الداخل وهو يرسم ويدخن السكائر واحدة تلو الاخرى ولم يرد على طرقات الباب . فكان الباب الخارجي شبه مفتوح فدخلت ومن ثم دخلت الى غرفة خليل التي كانت عبارة عن مرسم صغير . فسلمت عليه وهو لم يرد جلست على كرسي كان قريبا ًمن الباب و أنا في أشد غضبي من سلوكية خليل عبدالقادر فقلت في نفسي قد يكون الرجل سكراناً ، فهو لم يكن صاحياً و كان شارد البال مع لوحته فدخنت سكارة وخليل لم يتكلم معي فقلت في نفسي سأنهشه حذاءاً أو أضربه فهذا استهانة بحقي واصبحت اتخيل ما سيجري بيني وبينه وما هي النتائج وسندخل في محاكم وكل المبلغ لا يستحق هذه التصرفات فدخنت عدة سكائر وخليل عل تلك الحالة . أخير قلت له : أخي رد علي لماذا تتجاهلني وأنا صاحب حق والله عيب . فرفع خليل رأسه قال وماذا تريد قلت أريد ثمن أتعابي والمواد التي كنت أجلبها لك قال خليل وبكل بساطة اذهب إلى الغرفة المجاورة و هناك ستجد على الطاولة بعض الأوراق و محفظة نقود خذ ما تريده . فنظرت إليه وقلت اتستهزء في أمري . قال أنت خذ ما تطلبه يا أخي والله ليس لي علم بذلك و ليس لدي أي خبر فيما تطلبه مني أصلاً . فدخل خليل السيد الغرفة وهو يائس من خليل ولا يصدق أصلاً أن يملك خليل هذا المبلغ . فحقاً رأى أن على الطاولة اوراق ومبلغاً من المال يزيد على طلب خليل السيد فاخذ ما يريده من خليل وهو واقف أمام الباب وفي يده دفتر الحساب وآلة حاسبة لكي يتحاسب هو وخليل عبدالقادر . فقلت له أخي لقد أخذت حسابي وإذا تريد ان تحاسب أو تدقق في الحساب فأنا حاضر فقال لي خذ ما تريده واذهب والله ماني فاضي ، الله يعطيك العافية ورد الباب الخارجي وراءك من فضلك . فخرجت وقلت شو هل انسان لم يسأل كم أطلبه ومن أنا قلت يا أخي انه غير صاح قد يجوز يطالبني بعد صحوته . فأتى إلى بيت عبدالغني وهو يروي له القصة . فقال خليل السيد لقد أخذت حسابي دون أن يسألني كم حسابك أخي هذا الرجل مجنون .

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.