شجرة توت كانت تجمع بين بيتي وبيتها وطفولة في زمن كان خال من المعاناة والالم كبرنا وفجأة مثلنا مثل الكثير من الشباب رأينا أننا في عمق حرب كانت سببا” في الكثير من الألم والألم كان سببا” في الكثير من الإبداع .
نعم الإبداع الذي جاء بعد رحيل ميديا مع عائلتها إلى خارج الوطن ومن ثم لتعيش معاناة الغربة ليولد من كل هذا إبداع وتميز وانضمام ميديا إلى قائمة المبدعين في الغربة ولتكون الكاتبة الكردية التي قدمت نفسها بكتاباتها الرائعة إلى العالم عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي ونشاطاتها الأدبية ليكون لها جمهورا” لا بأس فيه يشهد انها كاتبة من الدرجة الأولى .
وأيضا” صديقة رائعة ومقدمة دعم لكل شخص يسلك طريق الإبداع.
وفي الحقيقة حتى انا كنت من الأشخاص الذين وقفت ميديا معهم في فترة ظهوري على مسرح دار الأوبرا في دمشق وكان تشجيعها يجعلني أراها مميزة في كل شيء ويجعلني أشعر بأنني لست وحيدا” في بداية طريق ليس سهلا” كما يظن الكثير
ولأنها دائما” تقول عن هذه النقطة : نحن بحاجة للمواهب ونبرات وأصوات جميلة وواجب علينا الحفاظ عليها والوقوف بجانب بعضنا البعض ونحن بحاجة دائما” للغناء والرقص والموسيقا والأدب فالفن الراقي يحافظ على الجزء المتبقي من الدمار ويبقي الأمل دائما حيا” في قلوبنا .
قامت ميديا بتأليف عدة روايات وكتابة الكثير من المقالات التي تحمل كلماتها رسائل كثيرة عن الحياة خارج الوطن وعن لحظات الوداع وعن الحب وعن ايام الحرب ومعاناة كل من يعيش في عمق الحرب متأثرة بمدرسة الإنسانية والفقر الذي عانت منه كثيرا” والكاتب الكبير سليم بركات الكاتب الذي ترك بداخلها أثر الاستمرارية بالحياة رغم صعوبتها من خلال شفافية الكلمة وغموضها .
ما تزال الكاتبة الكردية السورية تنتظر ذلك اليوم لتقوم بطباعة رواياتها الذي تأخر كثيرا” بسبب الوضع المادي والوقت المناسب لتكون ظهور ما كتبته ظهورا”لائقا” ومميزا” وأن هدفها الحقيقي هو تحرير العقول المقفلة التي هي تعتبره حاجزا” حقيقيا” يقف في طريقها وللأسف الكثير منهم هم كانوا أقرب الأشخاص لها .
ميديا ترسم التفائل والأمل والاصرار على النجاح وعدم التوقف عن الكتابة رغم كل التعب والعمل منذ الصباح الباكر وعدم انحنائها للحياة الصعبة في الغربة حاملة معها كل الذكريات وكل الصور من حياتها ما قبل الحرب في بيتها الذي قضى الدمار عليه
ورغم كل هذا كان من المهم جدا” لديها تسليط الضوء على الشباب وأفكارهم وابداعاتهم .
وفي النهاية تقول : لا بد من العودة في يوم من الأيام إلى مدينتي ووطني فأنا أحمل كل الرغبة وكل الحب للعودة لأن المدن دائما” بحاجة لقلوب مثل قلوبنا تفكر بها وبشعبها ولعقول الناس وتطويرهم فأنا ثقافتي وأملي وحبي كله لمسقط رأسي ووطني سوريا.
بقلم: سردار شريف