Hunermend Mihemed Şêxo
الفنان الكردي الراحل محمد شيخو, Muhammad Sheikho
Roja jidayikbûnê 1948 Gundê Gîrbanîn
Roja mirinê 9 adar 1989 Qamişlo
الصرح الخالد محمد شيخو 1948 – 1989م
لن تتمكن السنين العديدة من محو محبة وتقدير الفنان الكبير محمد شيخو بافي فلك من قلوب الملايين من الشعب الكردي، وكذلك من قلوب الشعوب الأخرى لما قام به، وبنجاح من أداء دوره المتميّز في خدمة الأغنية الكردية بمختلف الجوانب، من حيث الصوت الجميل، والنغم العذب، واختيار الأشعار الجادة اجتماعياً وقومياً وسياسياً، من واقع الشعوب المضطهدة التّواقّة للحرية، وبالأخص شعبه الكردي الذي يتطلع إلى الانعتاق من قيود الظلم، والحرمان. لقد ولد الفنان محمد صالح شيخموس أحمد 1948م في قرية خجوكي ( في بعض المصادر قرية كرباوي ) التابعة لمنطقة قامشلو من أبوين فلاحين درس المرحلة الابتدائية في قريته منتقلاً عام 1964م إلى قامشلو، وهو يعاني من الفقر، حيث اجتاز المرحلة الإعدادية بصعوبة مادية، وحالة ضنكة لدرجة أنَّ المدرسة كانت تقدم له بعض مستلزماته مجانياً، كما أنَّ أصدقاءه تبرعوا في شراء نظارة طبية له 1968م عندما ضعف نظره، وهذا كان سبباً في إعفائه من الخدمة الإلزامية 1969م. بعدها غادر من سوريا إلى لبنان ليعمل في صناعة الحقائب الجلدية، وقد التقى في بيروت بالفنانين محمود عزيز، ورمضان نجم أمري، وسعيد يوسف، وانتسب إلى فرقتهم، وخلال إقامته في بيروت تعلم النوطة الموسيقية في المعهد الموسيقي، ثمّ أسّس مع الفنان الكبير محمود عزيز فرقة ( سركوتن ) ( serkewtin)، وقد حضر حين ذاك إحدى حفلاته رئيس الجمهورية سليمان فرنجية، وبُثّت في التلفزيون اللبناني 1979م، ثمّ عاد إلى سورية، ولكنه تعرض للملاحقة الأمنية؛ بسبب أغانيه القومية الجادة لدرجة أنه لم يتمكن من ممارسة نشاطه الفني، فغادر إلى جنوب كردستان، حيث فترة الحكم الذاتي في عهد الجنرال الخالد مصطفى البرزاني، ومن هناك كان يغني في راديو بغداد الكردي، ويقيم حفلاته، ولكنَّ مخابرات النظام العراقي سَعت إلى تصفيته مثلما حدث في إحدى الحفلات 1973م لولا أنَّ مجموعة من البيشمركة تمكنت من إنقاذه، لذا توجه إلى الجبال ليكون بيشمركة مقاتلاً، وحينها حضر لقاءً تمّ بين الخالد ملا مصطفى البرزاني، ورئيس الحزب الاشتراكي في لبنان الراحل كمال جنبلاط الكردي الأصل. في عام 1974م عاد إلى الجزيرة السورية يدفعه حبه لقامشلوكا أفيني، ولكن عانى الأمرّين بسبب الاعتقالات، والضرب الذي كان يطرحه لأيامٍ في الفراش، ويدفعه إلى أن يغادر الديار من جديد إلى جنوب كردستان، وفي نفس العام حيث الثورة المشتعلة بقيادة البرزاني الخالد، ولكنه أصيب بخيبة أملٍ بعد اتفاقية الجزائر المشؤومة 1975م، وانهيار الثورة متنقلاً مع الثوار إلى شرقي كردستان، حيث نظام محمد رضا بهلوي في إيران، ومضايقات مخابراته السافاك الذي اعتقل الفنان محمد شيخو على حدود أذربيجان، وبعد إطلاق صراحه قام بتدريس اللغة العربية، ومادة الفنون في إحدى المدارس تعرّف خلالها على الفتاة نسرين التي تزوجها، وهي تنتمي إلى عائلة كردية مناضلة كان والدها من بيشمركة جمهورية مهاباد، ورزق بأولاد ثلاث وهم : فلك – بروسك – إبراهيم. لقد كان قدر هذا الصرح الكبير هو النضال أينما حلّ به الترحال، وذلك ما لا تقبله الأنطمة الاستبدادية؛ إذ اعتقلته مخابرات الخميني بتهمة اعتناقه الشيوعية، وبعد إطلاق سراحه رجع إلى سورية إثر إصدار عفو عن المنفيين خارج البلاد عام 1983م ليعيش من جديد الحياة الصعبة في ممارسة نشاطه الفني، وكثيراً ما تعرض للضرب، وتكسير العظام، وتحطيم محله استوديو فلك الذي يبيع مستلزمات موسيقية، في هذا قال أخوه بهاء شيخو في مهرجان هولير أقيم لذكرى رحيله في 9-3-2011م : ( عندما سمعت ذلك جئت إليه قائلاً إنّ الأمن حطموا استوديو فلك، وهم الآن يبحثون عنك، فأجابني ليحطموا ما يشاؤوا، وليأتوا، فإنهم لن ينجحوا في تحطيم إرادتي )، ويشهد له في ذلك أيضاً غضبه من طلب والده من شيخ الشمر السيد حميدي الدهام ليتشفع له عند السلطات المحلية في قامشلو لإخلاء سبيله من السجن. يعدّ الفنان محمد شيخو من أساطير الفن الكردي الأصيل، وهو ينتمي إلى زمن جيل رائد من الأدباء حيث كان له صلات معهم من أمثال الأديبين سيداي جكر خوين، وسيداي تيريز، حيث نستلهم منهم الكثير في ازدياد الشعور الاجتماعي، والقومي ما يحز القلب هو معالجته من المرض في المشفى العمومي بقامشلو بالرغم من وجود المستشفيات الخاصة، وقد اشتدّ به المرض الذي بدأ يفتك بقواه في جسده النحيل، وتفاقمه عندما حدث له نزيف داخلي حادّ تسبب في وفاته 9-3-1989م. ويدفن في مقبرة ( الهلالية ) وسط الجماهير الغفيرة التي دبت من كل حدب وصوب، وليصبح في ذمة الخلود الأبدي. لقد عانى بافي فلك الاضطهاد، والهجرة، والفقر، والمشقة، وهو يؤدي رسالته مطرباً الآذان، ومنعشاً القلوب، ومداوياً الجروح، وهو يغني أكثر من مئة أغنية للإنسانية، ولقضية شعبه، وللطبيعة، والربيع، والورد، وللنسرين، وللفلك، ولمهاباد، وللفلوكلور الكردي وغيرها. لذا بالرغم من كل ما سنراه، وما سيعدنا في الأيام القادمة، وخاصة 9-3-2013م من إحياء ذكرى رحيله من قبل الجمعيات، والمؤسسات الثقافية بإقامة ندوات، وحفلات، ومهرجانات كردية نقول إنّ ذكرى هذا الصرح، وتخليد عطائه، يتطلبان منا الأكثر، والأكثر في أن يبقى شعلة نضوي بها قلوبنا وعقولنا، وطريق الأجيال القادمة مهما تقدم الزمن.
محمد شيخو mp3
محمد شيخو اغاني, محمد شيخو mp3, محمد شيخو نسرين
صور نادرة للفنان الراحل محمد شيخو بافه فلك
المساهمون :
برادوست ميتاني, مجلة الربيع