قصيدة نادرة للشاعر المعروف بدر شاكر السياب يصف فيها عيد النوروز عند الكرد
وحي النيروز
طيف تحدى به البارود و النار |
ما حاك طاغ و ما استبناه جبار |
ذكرى من الثورة الحمراء و شحها |
بالنور و القانيء المسفوك آذار |
مرت على القمة البيضاء صاهرة |
عنها الجليد فملء السفح أنهار |
في كل نهر ترى ظلا تحف به |
أشباح ( كاوا ) و يزهو حوله الفار |
يا شعب ( كاوا ) سل الحداد كيف هوى |
صرح على الساعد المفتول ينهار |
و كيف أهوت على الطاغي يد نفضت |
عنها الغبار و كيف انقض ثوار |
و الجاعل ( الكير ) يوم الهول مشعلة |
تنصب منه على الآفاق أنوار |
قف عند ( شيرين ) واهتف ربما نطقت |
وحدثتك بما تشتاق أحجار |
و ربما ارتجت الأصداء و انفجرت |
قيثارة في يد الراعي و مزمار |
و الفارس الثائر المغوار هل بقيت |
من خيله الصافنات البلق آثار |
تكاد تسمع في الآفاق صيحة |
كأنها في سماء الحق إعصار |
مرت على الظلم فاهتزت دعائمه |
و جلجلت فهي للباغين انذار |
و ساء مستعمرا أن يستفيق على |
أصدائها جائع في الحقل منهار |
و أن يهب إلى الأغلال يحطمها |
شعب و تنشق عن عينه أستار |
كم أيتم البغي من طفل و سار على |
بيت هوى جحفل للبغي جرار |
و استؤسر الجائع العريان و اغتصبت |
عذراؤه و استبيح الحقل و الدار |
و شردت في صحارى الثلج أفئدة |
من فوقها أعظم تدمى و أطمار |
و كشر السجن عن بابيه و ارتفعت |
حمر المشانق يغذوهن جزار |
كيعرب مظلوم يمد يدا |
إلى أخيه فما أن يهدر الثار |
و المستغلان في سهل و في جبل |
يدميها بالسياط الحمر غدار |
سالت دماؤهما في السوط فامتزجت |
فلن يفرقها بالدس أشرار |
و أغمد الظلم في الصدرين مخلبه |
فجمعت بالدم الجرحين أظفار |
ووحد الجوع عزم الجائعين على |
أن يوقدوها و ألا تخمد النار |
و كدس العري أجساد العراة على |
درب إلى النور قد أفضى بمن ساروا |
وقرب القيد من شعبين شدهما |
ووجهت من خطى الشعبين أفكار |
يا فرحة العيد ما في العيد من مرح |
حتى تحرر من محتاهلها الدار |
يا فرحة العيد ما في العيد من مرح |
حتى تحرر من محتاهلها الدار |