الـعم نـاصـــر ..جــــمـالُ الــمـحـيـّا ..كــريـمُ الـمـنـبتْ ..حــميـدُ الـخـصـال

 

967777_1415907755362407_1306942424_n

صلاح الدين عيسى – موسوعة جياي كورمنج

في سنين العمر قلما يلتقي المرء بأناس يعرفون معنىً للحياة ، أناس يتحلون بطيب ومكارم الأخلاق ، ولربما هو حظي أو هو البحث الدؤوب عن أشخاص يحملون جميل الخصال ، هو من أهداني إلى معرفته ومخالطته ومجاورته في المسكن لسنوات عديدة . كان رحب الصدر ، حليماً ، محباً للناس ومحبوباً من قبلهم ومن كل أقربائه ، أولاده وزوجات أولاده ، أزواج بناته وكل أحفاده ، البعيد عنه كان يتواصل معه عبر الهاتف والقريب كان يزوره ويستمتع بمرآه وحديثه واصطحابه معه في زيارات إلى أماكن مختلفة وفي مناسبات شتى . أبو صالح ، تسمية حملت معناها الحقيقي ، فالصلاح كان من شيمه ، وهذا ما كان الجيران يشهدون به ، فقد كان ذو كرم وألفة وحب للآخرين ، يتزاور مع جيرانه على الدوام ، أو يجالسهم أمام باب البيت كما هو متعارف عليه في عفرين . مشواره الحياتي أمضاه متنقلاً في رحاب الأرض ، مسكنه في * آشق كيبار * ومن ثم في * باصوفان * ، انتقاله إلى عفرين * الزيدية * وشراؤه لغرفة يتيمة وأرض غير مسورة تابعة لها ، تركه لزوجته ورحيله للعمل في لبنان ، عمله في قلعة سمعان ، افتتاحه لدكانين في ساحة البازار القديم واسترزاقه منهما ، تعرفه على كثير من أهالي عفرين وقراها من خلال التردد عليه لشراء صوف الغنم ، وتسوق اللبن ومشتقاته . في رحلة الحياة هذه أنجبت زوجته * نازو* رهطاً من الأولاد والبنات ، أنجبوا بدورهم جمهرة كبيرة من الأحفاد امتلأت بهم الأصقاع وعجت بهم عفرين ودمشق وحلب وألمانيا . تولى العم ناصر الإشراف على العائلة والسهر على راحتها والتمتع برؤيتها وهي تزداد وتتسع ، ترك كثيراً من القيادة للعمة * نازو * حيث تمتعت بشخصية قيادية لو منحها القدر حظاُ في التعليم لكانت اليوم مستلمة زمام أمر ما في هذه الظروف والمتغيرات التي حدثت وتحدث اليوم في عفرين . كنت أحب مرآه على الدوام ، كونه قد اتسم باللين والتواضع وإكرام الآخرين ، ولطالما كنا نمضي سهرات عائلية يشاركنا فيها أولاده وأقرباؤه ، أو أنه وكلما تسنح الظروف فإنه كان يصحبنا معه إلى * باصوفان * أو * الغزاوية * لتمضية أوقات سمر مع أقربائه . رحمك الله أبا صالح ، كنت من أخيار البشر ، ولا أظن بأن الله سيبخسك حقك في الإكرام ودعوتك إلى فسيح الجنان . هي مشيئة الله أن يقصر في أعمار الطيبين ويمنح الأشرار أعماراً مديدة. لا من سلوى لي إلا في أولاده الذين نهلوا من مشارب أخلاقه وسمو روحه وكمال صنائعه . نعم ، ما بأيدينا خلقنا تعساء ، لم نشأ إنما القدر شاء .

أضف تعليق