شْكَاكْ | Shikak

shikak

«الفنان فاروق طوبال حمو – “شْكَاكْ” Schkak »
كردي سوري يعيد عصر النهضة في إسبانيا
ولد الفنان في قرية (عليكو) التابعة لجياي كورمنج (عفرين) في 1947،
قد يتساءل قارئنا العزيز من أين جاء اسم شْكُاك هذا؟. الجواب هو «إنه اسم العشيرة التي ينتمي إليها الفنان!».هذا هو فناننا الكردي السوري (شْكَاكْ).
أما أعماله الفنية لقد تم مدحها بشكل كبير من قبل السيد ((آرنست كومبريج Ernst Gombrich))مؤلف كتاب //قصة الفن// وهذا الكتاب من أشهر كتب الفن مبيعاً في العالم.

لقد أبدى السيد كومبريج حكمه على أعمال (شكاك) الفنية في سلسلة من الرسائل إلى الرسام.

لم يتواجد أبداً فارقٌ بين الدقة والنجاح في تاريخ الفن مثل اليوم، أنا مقتنع بأن أعمالك في غاية الإبداع والبراعة، ولها صلة بكرامة وتقاليد فن الرسم الإسباني العظيم، وخاصةً البرورتريه و رسمة الدراق.
رسالة بتاريخ 18/03/1998
إن رسوماتك تدلي بشهادة جديدة لموهبتك الفنية المدهشة، لا تأخذ كلامي بمحمل المجاملة عندما أقول بأن بعض لوحاتك تسترجع دراسات الطبيعة لليوناردو دافنشي، إنها مدهشة.
إنني فعلاً أؤمن بأن في الوقت الذي يكون الفن في ذروة انحطاطه، هناك طبيبٌ كردي في اسبانيا البعيدة يرفع شرفها وكرامتها. والفن الأصيل سوف يجد دائماً معجبيه.
رسالة بتاريخ 30/03/1998
إن رسمة الجوز في جوهرها برهاناً فعلياً على فن الرسم، إنه لإنجاز في متابعة طقوس ليوناردو!
رسالة بتاريخ 18/11/1998.
وباعتبار أن هذه الأعمال لم تحظ بأية شهرة، في الواقع إن هذا الحكم من قبل كومبريج، فعلاً له شعوراً استثنائياً بالمسؤولية والجرأة، لأنها بنيت فقط على معيار الإبداع.
كان كومبريج في الواقع، كما تعرفون عالمياً مُعتبرٌ ونزيهٌ وعالمٌ معروف من قبل كل طلاب الفن.
في هذه الرسائل كان كومبريج يفرض في الحقيقة فصلاً جديداً في تاريخ الفن.

ولد الفنان في قرية (عليكو) التابعة لعفرين في 1947،
درس في «مركز فتحي محمد للفنون التشكيلية» في حلب وتخرج في عام 1965، وسافر إلى إسبانيا لدراسة الطب في 1967 وتخرج في سنة 1974 كطبيب عام، بعد ذلك سافر إلى ألمانيا الغربية للاختصاص في الجراحة العامة، ثم عاد إلى إسبانيا بعد أن ترك مجال تخصصه كطبيب جراح واكتفى بممارسة الطب العام من أجل أن يتوفر له الوقت الكافي للرسم.. ومن أجل أن يتجول في متاحف العالم الشهيرة، مثل اللوفر والأرميتاج والبرادو، ويتعلم لغات العالم الحية.. وهو اليوم يقيم في مدينة (سيوداد ريال) الإسبانية حيث يعمل ويرسم.

قد يسأل قارئ ما: لماذا لم يدرس فناننا الرسم، إنما اتجه إلى دراسة الطب؟ يمكننا أن ننظر إلى تاريخ كل فناني العالم وإلى أحوال الفنانين بعد أن نقرأ تفاصيل معاناتهم المعيشية، فسنجد أن كثيراً منهم كان يبات جائعاً وأيضاً لا يملك ثمن الألوان ليرسم بها لوحاته.. ورسائل «فان كوخ» لأخيه (ثيو) خير مثال على ذلك. لهذا السبب عندما غادر (شْكَاكْ) الوطن قال بأنه ذاهب لدراسة الطب. أما الرسم فسيدرسه دراسة خاصة بعد أن يؤمِّن له الطب دخلاً يمكنه من التفرغ للرسم بالكامل. وهذا ما كان منه. وفي أثناء تواجده في أوربا كان يتنقل ما بين متاحف أوروبا يقضي فيها جلَّ وقته، يرسم التماثيل وشخوص اللوحات الزيتية. أما التشريح فكان قد درسه في كلية الطب..

أما قضية إصراره على الرسم بأسلوب عصر النهضة في أوروبا؟ خاصة لفناني ايطاليا من أمثال «دافنشي ورافاييل ومايكل أنجلو»، وهو يعرف أن هذا الأسلوب برأي الفن المعاصر أصبح من مخلفات الماضي، لأن أي مصور فوتوغرافي يمكنه أن يقدم لنا صورة دقيقة لتفاحة أو شجرة أو وجه إنسان أكثر من اللوحة الزيتية. ولكنه يبتسم بسخرية ويجاوب: هذا القول صحيح، ولكن النقطة، التي يتجاهلها الفن المعاصر، هو جهد الفنان وخبرته وروحه وحتى الروح التي يزرعها في اللوحة عندما تنظر إليها تشعر بأنها أمامك فعلاً لا شبهاً لشيء ما.. يكفي عندما تمرِّر أصابعك فوق الصورة الفوتوغرافية ستراها ملساء، باردة لا تتبين بين طياتها أية تفاصيل كالتي تجدها في اللوحة الزيتية أو المرسومة بأصابع الباستيل أو حتى تلك المرسومة بقلم الرصاص.. ستلمس، أقصد اللوحة، إن مرَّرت أصابعك فوق سطحها، نتوءات وانحناءات وامتزاج الألوان بعضها ببعض، ستلمس روح الفنان في ثناياها، ومهارته ومشاعره، ستجد فيها جهداً إنسانياً ودفئاً حياتياً، ستجد الإنسان نفسه فيها» وبعد صمت: «أما الصورة الفوتوغرافية فتفتقر إلى كل هذا، لن تجد فيها سوى صورة شبح!»

 

موقع جياي كورمنج

 

أضف تعليق