* أحلامٌ مبعثرة *

10487689_1439885792964603_427140063_n10519265_1439885752964607_1938159397_n

صلاح الدين عيسى _ موسوعة جياي كورمنج

نعم أيها الجد النبيل ، سحابة عمرك أمضيتها كداً .. تفانياً … إخلاصاً في العمل وإتقاناً له وها أنت اليوم مهيض الجناح ، خلدت إلى حضن الطبيعة أمنا ، علك تنسى جور الزمن وفداحة الكارثة التي حلت بالأرض والإنسان ، ومع ذلك فإنك لا تقو الآن على حمل نفسك وقد ماتت فيك كل الرغبات والأماني فلا من ولد بالقرب يعينك في خريف العمر وما من بيت إلا والنكد وفداحة الفواجع تسكنه ، لملم جراحك أيها الإنسان فالفرج لن يرجى إلا من رب الخليقة ومن المحال دوام الحال أيها الجد الطيب . وأنتِ أيتها الجدة التي في أعطافها مغارات حزن وفي الفؤاد تزدان أزاهير الأمل : هاهم أبناؤك الذين أشبعتهم من حليب المحبة يتقاذفون الموت ويبتدعون في لعبة القتل ما عجزت عنه كل مبتكرات العصر ، سيطول انتظارك عند هذه النافذة فقد استحلى أحباؤك أنواع الذبحِ والسلب والإجرام ، تبرئي ــ من فضلك ــ منهم وما من داع لدفاع عن نفس تبدينه فنحن ندرك أن كل أم ما ربت أبناءها على الفسق بل الصلاح كان من شيم الأمهات أجمعين وعلى هديه ترعرع الأبناء ، نعم أيتها الجدة الطيبة ، وإن حدث وعاد إليك أبناؤك فإنهم لن يكونوا كالحالة التي كانوا عليها حين خروجهم ، فالراحل إلى خارج أسوار الوطن ستلقينه بعد حين ضيفاً يقصر من زيارته كونه قد استحلت له بلاد الغربة بعد أن ملته أصقاع بلاده التي على ترابها كان منشؤه ، والراحل إلى ساحات الوغى سترينه ولا شك وقد استوطنته وحوش الأرض فلا من عيش يحلو إلا في ممارسة هواية صيد البشر. لكما كليكما أذكر بقول رب العالمين : يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين

أضف تعليق