* فــراشــة ٌ كـــرديـــةٌ تــسـتـوطــنُ ريـاضَ الــعــشـقِ والإبـــداعْ *

21

 

* فــراشــة ٌ كـــرديـــةٌ تــسـتـوطــنُ ريـاضَ الــعــشـقِ والإبـــداعْ *

صلاح الدين عيسى – موقع جياي كورمنج
هي البيئة الاجتماعية والثقافية والجغرافية ، هو واقع الحال وما يحمله من بوادر تفاؤل وفرح أو تشاؤم وإحباط ، كل ما أسلفته يلعب أيما دور في صقل مواهب المرء وتحديد وتكوين شخصية ينفرد بها عن سواه ، وربَّ من إبداع نلحظه في البعض حيث المجد يمنحهم مقاعد وثيرة في رياضه وحياضه.
كرم الله الإنسان أيم تكريم ، منحه العقل نعمة يسير به إلى الهدى والرقي بالذات وبالآخرين أحبته الذين يدبون على البسيطة. وما من إبداع يصيبه المرء في حياته إلا وآثاره تظهر على المحيط الإنساني حيث الكون قرية صغيرة يتناقل المرء فيه ـ وبيسرٍ ـ أخبار أترابه ممن يستوطنون في بقاع قصية عنه.

 

 

* آلجين * فتاة كردية تواقة للتميز والتفوق في مضمار العلم من بعد حضاريتها في حيز الأخلاق واعتناقها للفضيلة منهجاً قد سارت عليه فأضيئت لها دروب المحبة وهللت لها أطيار العشق والهيام .
في موطنها الثاني حيث الحرب الدائرة في الوطن قد طاحت بعائلتها ودفعتها لاختيار ما يمنحها الأمان ، في تلك البقعة الجغرافية ، لم تنطفئ جذوة الإبداع لديها سيما وأنه يرفرف في سماء عائلتها فالأب بريشته وإبداعه ، وبين الحين والآخر ــ ينبهنا إلى مواطن الجمال في طبيعة عفرين وفي إنسانية من يسكن الديار من أناس تواقين للعيش الكريم في ظلال حرية فكرية واجتماعية وسياسية هي في آفاقهم مرسومة.

 

رحلت * آلجين * إلى ألمانيا واستقر المقام بالعائلة في مدينة * ميتفايدا* التابعة لولاية * زاكسن * ، وبعد أن منحتهم الحكومة الألمانية ما يحقق كرامة العيش والأمن والرفاه فإن طموحها في تحقيق المراد وبلوغ المجد قد أخذ يلح عليها ، وهنا حدثت ما يشبه المعجزة ، انتسبت * آلجين * إلى المدرسة لكنها لم تجلس في المقاعد الدراسية من الأول وحتى الثامن بل فضلت اقتحام قلاع العلم في الصف التاسع مباشرة وقد أنهت اليوم دراستها في الصف العاشر وهو أعلى مرحلة دراسية في ألمانيا بموازاة شهادة البكالوريا السورية ( آب شلوس ) .

 

* آلجين** نالت المرتبة الأولى على المدينة وعلاماتها ( 100 ٪ ) ، هو ما يشبه الإعجاز فكيف بها وقد نشأت في بيئة سورية ونهلت العلم في مشارب العربية ، وقد حققت إنجازاً علمياً وبلغة كانت تجهلها وف ي بيئة مغايرة لبيئة في ظلالها أبصرت النور مقلتاها ، حقاً إنه مبهجٌ تفوفها على جميع الطلبة وحتى الألمان منهم وللذكر فإن زملاء صفها الدراسي كلهم من الألمان وطالب فيتنامي واحد !!.
هو فخر لنا أجمعين ـ أمة الكرد ـ زهونا بالتوحد في مآق العلم واستيطان حياض المعرفة . إنا أمة كباقي الأمم ننشد العزة والكرامة ولا من عزة أو من كرامة للمغفلين والجهلة في عالم يتحكم العلم بطرائق وأنماط سلوكياته وتوجهاته وبطقوس حياته.
أنتِ يا * آلجين * قد أسهمت بإبداعاتك في تجميل صورة الكرد في الأعين والأذهان ونحن الكبار لا يفرحنا إلا شقائق النعمان مثيلاتك ، يزين الرياض بألق المحبة واخضرار الأنفس والتلال والوهاد .
هنيئاً لك إبداعك وتميزك ونجاحاً منقطع النظير نتمناه لك في جميع مناحي الحياة.
ملاحظة : * آلجين * قد اختارت فرع الصيدلة كدراسة جامعية رغم قبولها في كليات الهندسة والطب .

 

03 02 01

أضف تعليق