معالم كردية في القاهرة العثمانية

21

معالم كردية في القاهرة العثمانية

 أ. د. عماد عبدالسلام رؤوف

كان تأسيسُ الأيُّوبِيِّين دولتَهم في مصر سببًا في تزايدِ عددِ الكُرْد المهاجرين إليها، لأسباب في مقدَّمتها حاجةُ الدولة الجديدة إلى محارِبين، ثم نَمَتْ هجرتهم فيما بعد لتشملَ العلماء والصوفية وطلبة العلم، وزادتْ هذه الهجرةُ في عصر دولتي المماليك، حتى باتوا يشكِّلون جزءًا مهمًّا من واقع الحياة العامة، فأصبح منهم الولاةُ والنوابُ والوزراء وغيرهم، فضلاً عن شَغلهم بعض المناصب العسكرية، وحينما انتقلتِ السلطة في مصر إلى الدولة العثمانية غَدَتْ هجرةُ الكرد تتخذُ شكلاً ثقافيًّا وروحيًّا، فكان منهم مَن قصدها عالمًا أو متعلِّمًا أو صوفيًّا.

 

ونودُّ هنا أن نؤكِّد أن وجودَ الكرد في مدينة القاهرة كان له أكثرُ من معنى؛ فهذه المدينة التي اشتهرتْ بكثرة مدارسِها ومساجدِها، وفي مقدِّمتها الجامع الأزهر، وعرفت بالجمِّ الغفير من العلماء الكبار في مختلفِ العلوم، لم يكن سهلاً لمهاجرين من بلادٍ بعيدة – مثل كردستان – أن يبرزوا فيها، فضلاً عن أن يزاحموا مَن سبقهم إليها من علماء البلاد الإسلامية الأخرى، لو لم يكونوا ممتلئين علمًا قد نالوا تحصيلاً طيبًا في بلادهم قبل أن يَفِدُوا إليها.

 

وإذا كان مِن الكرد مَن تملَّك العقارات في وقتٍ مبكِّر من عهد الأيوبيين[1]، وزادتْ ملكياتهم في عهد المماليك؛ فإن العصر العثماني شَهِد توسعًا في هذه الملكيات، حتى أصبحنا نقرأ عن دروب وشوارع نُسِبتْ إليهم، وسنحاول في هذا البحث أن نعرِّف بعدد من هذه المعالِم، معتمدين بالدرجة الأولى على كتاب (الخطط التوفيقية الجديدة) الذي ألَّفه في أواخر القرن التاسع عشر المؤرخ المصري النابه: “علي مبارك” (1239-1310هـ/ 1823-1893م)؛ ذلك أن هذا الكتاب المؤلَّف من عشرة أجزاء كبار أفرد ستة منها للحديث عن خطط القاهرة وحدها إبَّان العصر العثماني، بينما تناول في الأربعة المتبقية سائر ما في مصر من المدن والقصبات والقرى؛ فجاء بذلك سِفْرًا واسعًا وموسوعيًّا عن معالِم هذه المدينة، اعتمد فيه على عددٍ وافر من الكتب السابقة، والوثائق والحجج الوقفية، فضلاً عن زياراته الميدانية للمعالِم المذكورة، بما تتضمنه من قراءة لِما عليها من كتابات تذكارية موثقة.

 

ولنا أن نلاحظَ مِن تتبعِ تلك المعالِم أنها كانتْ في معظمها دينية؛ كالجوامع والمساجد، أو صوفية؛ كأضرحة الأولياء والزوايا الصوفية، أو علمية كالمدارس؛ مما دلَّ على أن وفود الكرد إلى القاهرة كان لأغراضٍ تتعلَّق بالعلم، طلبًا وتدريسًا، وبالتصوف نشرًا وترويجًا، فلم نجد بين ما أَنْشَؤُوه من معالِم خانات تجارية، أو وكالات، كما نجدُه في معظم الجاليات الوافدة إلى البلاد في ذلك العصر، فهم لم يَفِدُوا إلى مصر تُجَّارًا، ولم يكونوا من ثَمَّ جالية تجارية من أي نوع كان.

 

ومن ناحية أخرى، فإن تلك المعالِم تكشف عن أن الكرد لم يكونوا مجرَّد وافدين فحسب، وإنما جزء من النسيج الاجتماعي لأحيائها، يعيشون كأهلها، بل يحظون باحترام خاصٍّ؛ نظرًا لِما يُضفيه العلم والكرامة الروحية من تقدير، ومنهم مَن كان ضابطًا؛ فقد وقفنا على إشارة إلى مَن سمِّي (الحاج محمد جنج (كنج) آغا، عين أعيان رؤساء العساكر الدلاة[2] ابن محمد آغا الكردي)، وذلك بمناسبة وقفه (جنينة) سنة 1216هـ/1801م، وقد تحوَّلت أرض هذه الجنينة إلى منطقة سكنية فيما بعد[3].

 

ويمكننا أن نعرض هذه المعالم على النحو الآتي[4]:

الجوامع:

روَاق الأكراد في الجامع الأزهر:

كان التقدم العلمي الكبير الذي شَهِده الجامع الأزهر في عهد دولتي المماليك، والشهرة الذائعة التي بلغها في مختلفِ العلوم الإسلامية – سببًا في أن يقصدَه النابهون من الكرد للأخذ عن علمائه، والالتقاء بغيرِهم من طلبة العلم من البلاد الإسلامية المختلفة، والاغتراف مما حفلتْ به خزائن كتبِه من علمٍ وافر، ولا شكَّ في أن عناية الأزهر بدراسة وتدريس الفقه الشافعي، كانت سببًا آخر في أن تهفو قلوب طلبة العلوم الكرد – وهم جميعًا من أتباع هذا المذهب – للانتظام في سلك طلبته والأخذ عن علمائه.

 

ومن غير المحدَّد التاريخُ الذي شَهِد نشوءَ أوَّل تجمُّع علميٍّ مستقرٍّ لطلبةِ العلم الكرد في الأزهر، ومن الراجح أنه نشأ في عهد المماليك، أو في أواخرِه على وجه التحديد، مثله في ذلك مثل كثير من التجمُّعات العلمية التي نشأتْ بسبب توافدِ طلبة بعض البلاد الإسلامية إليه[5]، وسبب ترجيحنا هذا أنه ما أن انقضتْ صفحةُ آخرِ دولةٍ مملوكية، ودخلتْ مصر في سيادة الدولة العثمانية، حتى وجدنا أن أكثر تلك التجمُّعات تُنشِئ لها (أروقة) داخلَ الجامع، تقترنُ بأسماء الأقطار الإسلامية التي وفدتْ منها، فكان ثَمَّة أروقة خاصَّة بالشَّوَام، والأتراك، والجاويين، والمغاربة، والصعايدة، والبغداديين، وغيرهم، وليستْ ثَمَّة ما يحدِّد زمن إنشاء روَاق خاص للأكراد[6]، وإن كانتْ تردَّدت إليه الإشارات منذ القرن الحادي عشر للهجرة (17م)، فقد أشار إليه الرحَّالة التركي “أوليا جلبي” في أثناء إقامتِه في القاهرة في منتصف ذلك القرن، وذكر رحَّالة آخر – هو فضل الله بن محب الدين المحبي – كان قد نزل فيه سنة 1073هـ/1664م، أن في الأزهر (روَاقات)، وأنه لم يكن ينقطع “ما يتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار من تلاوة القرآن العظيم، وإملاء حديث النبي النَّبِيه الكريم، وأصول الدين وبقية العلوم، كما هو مشهور معلوم”[7].

 

وكانت سيدةٌ صالحة – تدعى أم هانِي – قد وقفتْ على عالِم كردي يُدعَى علي الكردي الزرزوري، ثم على ذريته ونسله، ثم على رواقِ الأكراد – مصحفًا كتبتْ في أوله نص الوقفية، وهي مؤرَّخة في 23 شعبان سنة 1097هـ/1685م، وبحكم تزايد عدد الطلبة الكرد في هذا الرِّوَاق وخارجه، فقد زاد عدد الكتب في مكتبته.

 

وذكر كاتب كردي متأخِّر أنه كان للأزهر عَلاقة بمدرسةِ “قبهان” في العمادية[8]، أكبر مدارس كردستان في القرن العاشر للهجرة (السادس عشر)، ولكنه لم يوضِّح طبيعةَ هذه العَلاقة، إلا أنه ذكر أن من مخطوطات مكتبة “قبهان” التي ظلَّتْ محفوظة إلى وقتٍ قريب من عهده، مسوَّدة (شرح نور الدين) في الفقه، “وقد بعث بها مؤلِّفها من مصرَ لعرضِها على علماء مدرسة قبهان”[9].

 

وكما كان للأزهر شيوخُه، كان لرِوَاق الأكراد شيوخُه أيضًا، وتَنحَصِر مهمَّتُهم في العناية بالطلبة الكرد الوافدين إلى الجامع، ورعاية شؤونهم العلمية والاجتماعية، وتنظيم صِلاتِهم بطلبة الأَرْوِقة الأخرى، والاهتمام بخزانة الكتب التي في الرِّوَاق، وإبلاغ مشيخة الجامع بمن يتوفَّى منهم لتقسم تركته – إن وجدت – على زملائه من طلبة الرِّوَاق.

 

كان رِوَاق الأكراد على يمين الداخل من باب المُزيِّنين بجوار رِوَاق اليَمَنية (الطلبة الوافدون من اليمن)، وبأعلاه مساكن للطلبة، وفي عهد الخديوي عباس حلمي (ولي 1892، وعزل 1914)؛ شَهِد الأزهر وأروقتُه تجديدًا شاملاً، فأزيلتْ هذه الأروقة، ومنها رِوَاق الأكراد، الذي نقل طلبته إلى رِوَاق جديد استحدث سنة 1314هـ/1897م، وسمي بالرواق العباسي نسبة إلى الخديوي المذكور[10].

 

أما مكتبة الرواق فقد نقلتْ – مع غيرها من مكتبات الأروقة الأخرى – إلى مكتبة كبرى عامة استحدثت في الأزهر، شغلت عدَّة منشآت فيه، وهي التي عرفت بالمكتبة الأزهرية، حيث تولَّى المختصون فيها أمر ترميمِها وحفظها وفهرستِها بكلِّ همة وجد[11]؛ فرواق الأكراد بشكله المادي زال في ذلك التاريخ، وإن كان طلبته قد انتقلوا إلى الرواق الجديد الذي لم يعدْ يحمل اسمه، مَثَله في ذلك مَثَل سائر الأروقة الأخرى، وحين جرى إنشاء مدينة البحوث الإسلامية، بما تضمه من أقسام داخلية متكاملة وكثيرة؛ انتقل الطلبة إلى السكن في هذه المدينة الجامعية الجديدة[12].

 

جامع شرف الدين الكردي:

يقع في أول درب الجميزة[13] من دروب حي الحُسَينِية.

 

جامع محمود الكردي:

كان في أصله المدرسة المحمودية التي أنشأها الأمير جمال الدين محمود بن علي الأستادار سنة 797هـ/1395م[14] في موضع عُرِف باسم خطِّ الموازنيين في ذلك العصر، في أول الخيمية[15]، وممَّن تولَّى تدريسَ الفقهِ فيها العلاَّمة ابن حجر العسقلاني، وفي العصر العثماني، نشأ حوله حيٌّ سمِّي بقصبة رضوان، فصار يعدُّ من معالِمها، على يسار السالك من بابِ زُوَيلة إلى الصليبة، وذكر علي مبارك أنه كان عامرًا في أيامه، مُقَام الشعائر، وله منارة[16]، ويتَّخِذ الجامع شكل مستطيل تعلوه قبَّة، وله ثلاثة “أواوين” متعامدة، أما المِئْذَنة فتتميَّز بكونها من الآجُرِّ المكسو بطبقة من الجصِّ، على خلاف معظم مآذن القاهرة المبنية من الحجر.

جامع الكردي في قصبة رضوان

 

جامع الكردي:

يقع في حي الحُسَينِية بين جامع البيومي[17]، وباب المذبح القديم، الذي يسلك منه إلى العباسية، وهو جامع صغير أنشأه الأمير عبدالرحمن كتخدا في سنة 1170هـ/1756م، وفيه أضرحة لجماعةٍ من الصالحين، أشهرها: ضريح الشيخ شرف الدين الكردي، وهو الذي نسب إليه الجامع[18].

 

جامع الكردي:

هو غير سابقه، ويقع في شارع سويقة اللالا، في حيِّ السيدة زينب، جنوب القاهرة، أنشأه الأمير بكتمر السعدي، يصعد إليه بدرج، وعلى بابه لوح رخام، فيه أبيات تذكارية، منها بيت التاريخ:

وَمُذْ لَاحَ لِلتَّارِيخِ فِيهِ سُعُودُهُ 
بَنَى مَسْجِدًا للهِ أَمْسَى بِالتَّقْوَى

 

وذكر علي مبارك أنه ضمَّ ضريح الشيخ الكردي، واحتوى على خزانة كتب جليلة، وأن له ميضأة وكراسي راحة وبئرًا، وبجوار الميضأة نخيل وأشجار، ومئذنة بدورين، وبأسفله عدة حواصل، وشعائره مقامة بنظر ديوان الأوقاف[19]، وما زال هذا الجامع قائمًا.

شارع سويقة اللالا

 

أولاً: أضرحة الأولياء:

ضريح الشيخ خليل الكردي:

لا نعلم ترجمته، وهو يقع في خط الجلاَّدين من بولاق، له مولد يقام في الأيام 18-21 من كل شهر[20].

 

ضريح سيدي محمود الكردي:

لا نعلم ترجمته، يقع في شارع الركبية، في منطقة الخليفة[21].

 

ضريح الشيخ عمر الكردي:

هو ناهض الدين أبو حفص عمر بن إبراهيم بن علي الكردي، صَحِب الشيخ أبا عبدالله محمد المعروف بابن الحاج الفاسي، وتوفِّي في 24 رمضان 747هـ/1347م[22]، ودفن في زاوية تقع في درب المشاطة المتفرع من شارع الركبية[23].

 

ضريح الشيخ الكردي:

لا يعلم اسمه، وهو في جامع الكردي، الكائن في شارع سويقة اللالا، عليه مقصورة من الخشب؛ انظر هذه المادة[24].

 

ضريح الشيخ شرف الدين الكردي:

صوفي مشهور، يقع في جامع الكردي الكائن في الحُسَينِية بين جامع البيومي وباب المذبح القديم، وإليه نسب الجامع، ذكر الشعراني أن “له مقامًا عظيمًا وكرامات كثيرة”، توفِّي سنة 666هـ/1267م[25]؛ انظر مادة جامع الكردي.

 

ضريح الشيخ خضر الكردي:

هو أخو الشيخ شرف الدين الكردي بالطريقة، وله مناقب مشهورة، توفي سنة 666هـ/1267م أيضًا، له مولد سنوي، أكثر مَن يعتني به طائفة الجزارين؛ لأن مساكنهم حوله، “ولهم فيه اعتقاد زائد، ويحلفون به، وينذرون له النذور”[26].

 

ضريح الشيخ يوسف الكردي:

يقع في الزاوية المنسوبة إليه، الكائنة في درب الجماميز، في حي السيدة زينب[27].

درب الجماميز

 

ضريح الشيخ الفوزي بن الشيخ يوسف الكردي:

ويقع قرب قبر أبيه في زاوية الكردي الكائنة في درب الجماميز[28].

 

ضريح الشيخ الخضري بن الشيخ يوسف الكردي:

ويقع قرب قَبْرَي أبيه وأخيه في زاوية الكردي الكائنة في درب الجماميز[29].

 

ضريح عمر بن خليل الكردي:

هو عمر بن خليل بن حسن بن يوسف، الركن بن الغرس، الكردي الأصل، القاهري الشافعي، سِبْط الأمير بهاء الدين أصلم السلاحدار، المتوفَّى سنة 747هـ/1346م، يقع في الجامع الذي أنشأه جدُّه الأمير أصلم، خارج الدرب المحروق؛ على ما ذكر المقريزي[30]، وأضاف علي مبارك أن هذا الجامع لبث عامرًا إلى عهده، وأن عليه كتابةً تُشِير إلى اسم مُنشِئه وتاريخ إنشائه، وأن له أوقافًا يقدر إيرادها بـ 12064 قرشًا[31]، ولَمَّا يزل الجامع قائمًا حتى اليوم، وهو في درب شعلان المتفرِّع من شارع فاطمة النبوية، في جنوب القاهرة.

 

الزوايا:

زاوية يوسف الكردي:

تقع في درب الجماميز بجوار مدرسة حارس الطير، لها باب إليه، ومنافعهما واحدة، وبمحرابها عمودان من الرخام، وبدائرة سقفها نقوشٌ فيها: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ… ﴾ الآيةَ [التوبة: 18]، وبها ضريح الشيخ يوسف الكردي وولديه الفوزي والخضري، وبجوارهما سبيلٌ بابه من داخلها، وفي أرضه قطعُ رخام، وفيه محراب من خشبٍ يكتنفه عمودان من الرخام وشباكان من النُّحَاس، ومنقوش بدائرة: ﴿ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ﴾ [الإنسان: 21]، وفوقه مكتب به عمودان من رخام ولها مخصصات مالية[32].

زاوية وسبيل زاوية يوسف الكردي

 

زاوية الفراخة:

وتعرف أيضًا بزاوية عبدالرحيم، وهي في حارة الفراخة، بجوار حارة قصر الشوك (قصر الشوق)، قرب المشهد الحسيني، وهي صغيرة عامرة، وكانت أولاً مدرسة تعرف بالقوصية[33]، قال المقريزي: المدرسة القوصية في دَرْب شمس الدولة قُرْب دَرْب ملوخية، أنشأها الأمير الكردي والي قوص، وهي عامرة[34].

 

زاوية عمر الكردي:

منسوبة إلى دفينِها الشيخ ناهض الدين أبي حفص عمر الكردي، وكان صوفيًّا “من أهل المجاهدات”[35].

 

الدروب والمحلات:

شارع الكردي:

يبتدئ من باب الحسينية وينتهي بمسجد البيومي، عُرِف بهذا الاسم لمجاورته مسجد الشيخ الصوفي أبي شرف الدين الكردي، الذي أنشأه الأمير عبدالرحمن كتخدا سنة 1170هـ/1756م[36].

 

حارة الكردي:

تقع على يمين شارع الكردي، ويتوصل منها إلى درب الجميز، وسمِّيتْ بذلك لمجاورتِها جامع شرف الدين الكردي المذكور[37].

 

درب الأكراد:

يقع تُجَاه حمَّام الخليفة الكائن في شارع الخليفة، قبلي مسجد السيدة سُكَينة[38].

 

معالم أخرى:

جنينة البغالة:

كانت هذه الجنينة في وقف الحاج محمد جنج آغا – عين أعيان رؤساء العساكر الدلاة – ابن محمد آغا الكردي سنة 1216هـ/1801م، ثم بِيعَت في أواخر القرن التاسع عشر معظمُ أرضها لمن أنشأ فيها بيوتًا ومنازل[39].

 

غيط الكردي:

هو بستان باعه القاضي مجد الدين بن الخشاب – وكيل بيت المال – لابنتي السلطان الملك الأشرف خليل بن قلاوون في سنة 694هـ/1294م، وكان يعرف أيضًا بحكر الحلبي، وبستان الجمال بن جن، وببستان الطيلسان، وببستان الفرغاني، ثم انتقل هذا البستان إلى الأمير بيبرس الحاجب في أيام محمد بن قلاوون، وحكره فعرف به[40]، وقال علي مبارك: إن هذه البساتين عدَّت في زمنه جزءًا من حارة الزير المعلَّق، على يمين المارِّ في شارع البلاقة إلى الشيخ ريحان[41].

 

مطبعة كردستان العلمية:

أنشأها فرج الله زكي الكردي في ملك أحمد بك الحسيني، الكائن في درب المسمط من درب حي الجمالية، وباشرتْ في طبع أول مطبوعاتها سنة 1325هـ/1907م، وقد أحصينا لها نحو 116 كتابًا، معظمها في العلوم الإسلامية[42].

 

درب المسمط حيث مطبعة كردستان العلمية

 

مكتبة فرج الله لتوزيع المطبوعات:

أنشأها فرج الله زكي الكردي في حارة الصنادقية القريبة من الجامع الأزهر[43]، وهي حارة ضيقة قديمة، نسبت أولاً إلى صناع الصناديق الخاصة بحفظ أمتعة العروس، ثم اختصَّت بتجارة الكراسات والقرطاسية المدرسية، فضلاً عن محلات لبيع البخور والتوابل والعطور.

الصنادقية حيث مكتبة فرج الله

 

مكتبة ثانية لفرج الله:

أسسها فرج الله زكي الكردي في (حوش عطا) لبيع الكتب والاتِّجَار بها[44]، ويتكون هذا الحوش من دارٍ كبيرة أنشأها الأمير سليمان آغا السلحدار سنة 1233هـ/1817م، وتقع على شارع الجمالية.

مدخل حوش عطا


[1] ذكر علي مبارك أن السلطان صلاح الدين الأيوبي استحوذ على أملاك الفاطميين، وفرَّق أملاك أمرائهم على أمراء الأكراد؛ الخطط التوفيقية الجديدة، بولاق 1305هـ، ج1 ص50.

[2] فرقة عسكرية كانت تُوكَل إليها مهام فدائية، أُخذ اسمُها من كلمة دلي التركية، وتعني المجنون؛ وذلك لاندفاعهم في القتال إلى حد التهور.

[3] الخطط التوفيقية ج3 ص17.

[4] لم نتطرق إلى المنشآت الكثيرة التي أنشأها الكرد في العهود السابقة، لا سيما ما أنشأه الأيوبيون، وما أنشئ من بعدهم، وقد ذكر المقريزي، المتوفى سنة 845هـ/1442م نحو خمسة وتسعين معلمًا، تشمل أنواعًا من العمارة العسكرية والدينية والعلمية والخدمية، ونظرًا لأنها سبقت العصر العثماني فلم نُشِر إليها هنا؛ ينظر فرهاد حاجي عبوش: الكرد في مؤلفات المقريزي التاريخية، أربيل 2010، ص346-360.

[5] يشير المقريزي إلى وجود (المجاورين) في الأزهر في حوادث سنة 818هـ/1415م؛ إذ ذكر أن الأمير سودون ناظر الجامع آنذاك “قرر منع المبيت بالجامع، وأخرج المجاورين الذين اعتادوا المبيت فيه.

[6] ينظر عن هذه الأَرْوِقة وأسمائها: علي مبارك، الخطط التوفيقية ج9 ص21.

[7] فضل الله المحبي: الرحلة المصرية، مخطوط، منه نسخة مصورة لدينا، ضمن مجموع، الورقة 198، وقد حققناه وهو الآن تحت الطبع.

[8] تعد من أقدم مدارس المنطقة، ويُرجِع بعض الكتَّاب تاريخَها إلى العصر العباسي، دون أن تكون ثمة أدلة في الترجيح يُركَن إليها، (أنور المائي: الأكراد في بهدينان، الموصل 1960، ص161 والفردوس المجهول، مخطوط بخط مؤلفه في مكتبة جامعة دهوك، الورقة 34)، على أنها كانت موجودة منذ أوائل القرن الثامن للهجرة (14م)؛ فقد تردَّد اسمها هذا في مخطوطات عدَّة من السنوات 715 و777 و895هـ/1315،1375، 1489م، وواضح من عمارتها أن إضافاتٍ كثيرةً أُضِيفت إليها، وتغييرات أُجرِيت عليها، في عهود مختلفة، وتقع المدرسة في أدنى الوادي الذي تطلُّ عليه العمادية، يقصدُها الطلبة والعلماء من العمادية ومن القرى التي تقع في منطقتها، وجدَّدها السلطان حسين أمير بهدينان، وتعد هذه المدرسة أنموذجًا للمدارس المتكاملة في خدماتها، وكانتْ فيها خزانة كتب حافلة بالآلاف من المجلدات في مختلف العلوم، قدرت بخمسة آلاف كتاب، نحو ألفين منها من وقف السلطان حسين المذكور؛ (داود الجلبي: مخطوطات الموصل، الموصل 1924، ص251 – 254، وكتابنا: المعجم التاريخي لإمارة بهدينان، أربيل 2011، ص284 – 293).

[9] أنور المائي: الفردوس المجهول، ص30.

[10] علي مبارك: الخطط التوفيقية، ج4 ص23، ومحمد عبدالمنعم خفاجي: الأزهر في ألف عام، القاهرة 1988، ج2 ص19.

[11] صدرت فهارس المكتبة، وتقع في تسع مجلدات كبار، في السنوات 1945- 1987م، وقد أعدها فريق من علماء الأزهر، إلا أنها طبعت بكميات قليلة جدًّا، فبلغ عدد نسخ الجزء الأول 50 نسخة فقط، ويلاحظ أنها ضمت المخطوطات والمطبوعات معًا، وانظرخالدالناديالحلواني:مكتبةالأزهرالشريف-رسالةماجستير-كليةالآدابجامعةحلوان٢٠٠٣ص٥.

[12] بحثنا: (رواق الأكراد في الأزهر وآثارهم في المكتبة الأزهرية)، مجلة الأكاديمي، أربيل، العدد 20، 2012.

[13] الخطط التوفيقية ج2 ص4.

[14] المواعظ والاعتبار في الخطط والآثار ج2 ص395.

[15] هو شارع الخيامية المتفرع من شارع أحمد ماهر، في جنوب القاهرة.

[16] المصدر نفسه ج5 ص109.

[17] هو الشيخ علي بن حجازي بن محمد البيومي الشافعي الخلوتي الأحمدي المتوفى سنة 1183هـ/1769م، وقد أنشأ الجامع عثمان أغا الوكيل تابع المرحوم الحاج بشير أغا دار السعادة كان سنة 1180هـ/1766م.

[18] الخطط التوفيقية ج5 ص64.

[19] المصدر نفسه ج5 ص63.

[20] المصدر نفسه ج1 ص93.

[21] المصدر نفسه ج2 ص59.

[22] المواعظ والاعتبار ج2 ص70.

[23] الخطط التوفيقية ج2 ص60.

[24] المصدر نفسه ج3 ص93.

[25] المصدر نفسه ج5ص63.

[26] المصدر نفسه والصفحة.

[27] المصدر نفسه ج6 ص41.

[28] المصدر نفسه والصفحة.

[29] المصدر نفسه والصفحة.

[30] المواعظ والاعتبار ج2 ص309.

[31] الخطط التوفيقية ج5 ص70.

[32] المصدر نفسه ج6 ص41.

[33] المصدر نفسه ج6/24 و6/14

[34] المقريزي: المواعظ والاعتبار ج2 ص378.

[35] الخطط التوفيقية ج 6 ص23.

[36] المصدر نفسه ج2 ص5.

[37] المصدر نفسه ج2 ص5.

[38] المصدر نفسه ج5 ص16، وشارع الخليفة من مناطق السيدة زينب بالقاهرة، نسب إلى الخلفاء الفاطميين، وهو يحفل بعدد كبير من الجوامع؛ من أبرزها: جامع السلطان حسن، ومجموعة من الآثار الإسلامية؛ منها: الحمام المذكور.

[39] المصدر نفسه ج3 ص17.

[40] المواعظ والاعتبار ج2 ص116.

[41] المصدر نفسه ج3 ص91.

[42] بحثنا: مطبعة كردستان العلمية، تاريخها ومطبوعاتها، بحث معدٌّ للنشر في مجلة (الأكاديمي) الصادرة عن الأكاديمية الكردية.

[43] محمود محمد الطناحي: أوائل المطبوعات العربية في مصر، ضمن بحوث (ندوة تاريخ الطباعة العربية حتى انتهاء القرن التاسع عشر)، التي عقدت في مركز جمعة الماجد في دولة الإمارات بتاريخ 22-23 تشرين الأول 1995، ص400.

[44] المصدر نفسه .

 

أضف تعليق