قلعة باسوطة  Kelê Basûtê

المشهورة  بقلعة “Betalê Betêl” قلعة قديمة بنيت على تلة صخرية وسط قرية باسوطة ولكن تاريخ بنائها غير معروف يُقال إنها كانت موجودة قبل الفترة الأيّوبيّة أي قبل عام 1100م.

سلّم الأيوبيون حكم القلعة ما بين عامي 1200-1300م إلى الأسرة المندية وهي عشيرة كردية ونتيجة المشاكل والحروب والتمردات تمّ إهمال قلعة باسوطة مما أدّى إلى تخريبها ليتم ترميمها من قبل الأسرة المندية فيما بعد.

يذكر التاريخ أنه حدثت معركة بين الدولة العثمانية الغازية والجنبلاطيين “آخر أمراء الأسرة المندية” انتهت لصالح العثمانيين وأصبحت القلعة تابعة لولاية كلس أنذاك.

تم تعيين شخص من “آل روباري” والياً وأميراً على كلس وحكموا القلعة ل 100عام، بعدها قام العثمانيون بتعيين أمير كلس من عائلة كنج “Gênc وتعني الشاب باللغة الكردية” وهي عشيرة كردية أتت من قونية واستقرت في مناطق عفرين “جَلمه ، ايسكا….. ” ، حيث تم تعيين بطال آغا أميراً لكلس وبعد وفاته استلم “عم أو أومر آغا” حكومة كلس ثم ما لبث أن عزل عنها فحاول في عام 1808 استرداد حكمها ثانية ولكنه أخفق في ذلك وتراجع عنها إلى سهل جومة وبعد وفاة أومر آغا امتدت نفوذ العائلة إلى عدة قرى وفي هذه الفترة حدثت مشاكل وصراعات بين عائلة كنج وآل روباري على حكم قلعة باسوطة وانتهت باستيلاء عائلة كنج على القلعة ودفع آل روباري للاستقرار في جبل ليلون “منطقة الروباريين الحالية”.

تنبّهت السلطة العثمانية إلى خطرهم وحاولت اخضاعهم ولكن دون جدوى وخاصة أن الدولة العثمانية كانت ضعيفة حينذاك وفي تلك الأثناء أحتلّ ابراهيم باشا سوريا وفي طريق عودته من احدى معاركه دعاه بطال الابن الذي استلم الحكم من عمه اومر إلى وليمة في مقرّه في قلعة باسوطة فأقيمت وليمة عظيمة يُقال أنه قدّم ذبائح على طول الطريق بين قريتي ترندة وباسوطة حينها أعفى إبراهيم باشا بطال آغا من الضرائب ففهم بطال أغا أن إبراهيم باشا يفرض سلطته عليه فرفض هيمنة إبراهيم باشا فغادر الأخير باسوطة حاملاً في داخله انتقاماً.

تحايل إبراهيم باشا على بطال حين دعاه الى حلب بغية اصلاح الخلاف فاعتقله وأعدمه مع ابنه وحراسه الشخصيين عام 1832م وتم دفنهم خارج حلب في موقع معروف ب ” آغيول”. بعدها آلتْ مصير قلعة باسوطة مجدداً إلى الإهمال والتخريب، وكانت آثارها قائمة حتى أوائل هذا القرن, لم يبقى من أثار القلعة سوى بقايا أحجار وغرفة في الطرف الشمالي تحمل ذاكرة المكان وخفايا التاريخ.

أضف تعليق