عـلى وقع أوتار المحبة نلتقي

21

صلاح الدين عيسى – إزمير – موسوعة جياي كورمنج

في مقهىً إزميريٍّ مكشوف ، وتحت شجرة الدلب ، استوقفتني ملامحهم الشرقية وحديثهم بالعربية ، ثلة من فتيان من ثلاث بلدان مغاربية، من إزمير ولقاء ( 1700 يورو ) ،

وفي ساعة الصفر يقـلهم المهربون في زوارق مطاطية ، يمنحون كلاً منهم طوق نجاة ، يوصونهم حين الاقتراب من الجزيرة اليونانية التي تبعد 3 كيلومتر عن شاطئ إزمير ـ بإحداث خرق في الزورق ، إن لوحظوا من قبل خفر السواحل اليوناني، وأريد القبض عليهم .

في اسطنبول ينتظر كثير من السوريين دورهم كي يرحلهم المهربون في ثلاث مسالك ، بحرية وبرية وجوية.

تغص إزمير بمئة ألف سوري وتركيا برمتها قد تضم ـ والله أعلم ـ مليونين دخلوها تهريباً ، ولا يدخل قي التعداد من هم في المخيمات .

هكذا هي حال السوريين الآن ، من التجأ إلى لبنان أو الأردن أو العراق أو دول المغرب العربي ومشرقه ، مـَنْ سافر إلى أوربا أو ينتظر دوره ، مـَنْ يود البقاء في تركيا ، مَـنْ هو في سورية اليوم ويفكر بالرحيل عنها !!. ستخبرنا الأيام يوماً أن جيلاً سوريا ينمو ويترعرع وينهل من مشارب أوربا ودول الجوار .

ورغماً من تمزيق لخريطة الحياة السورية ، فإن أكثرنا لم يزل في جاهلية يفتخر بذاته الخالدة ، هو دائماً في الصدارة فوق الكل ، هو عنتر زمانه ومَـن قـلدَ أولي الأمر في بلاد الشرق العفنة فما ظلم . اللقاء معكم يفرحني ، يومكم ورد وعنبر

أضف تعليق