عـنــــاقــــيـدُ الـــفـرح

10388438_1414353112184538_1726219052_n

أصبحنا وفي برهة وجيزة ، أناساً تغلف المادة أدمغتنا، أحدنا ـ كحجر الرحى ـ يبحث عن ذات مفقودة في زحمة الأيام ، وآخر عن كسرة خبز يسد بها الرمق ، وثالث يلهث في جمع الثروة وارتقاء المنصب ورابع يتشبث بكرسي صاحب الجلالة واهباً ما غلا أو رخص من مال ومتاع أو من كرامة، وخامس يبحر في عالم اللهو والملذات،يقتنص المزيد مما يبهج الأنفس ويغذي الأبدان،وأجمعنا يتسول ما يهدئ اختلاج القلوب ، مفتشاً عما يملأ فراغاً هي الروح فيه . من البرِّ تقاسم عناقيد الفرح والمسرة مع الخلان والأقران،فما من حبور أو من هناء مطلقين،ما لم ترفرف بيض الحمائم على كل وهاد الوطن وتلاله وشطآنه، ما لم ينشد أبناؤه أجمعهم، مواويل حب وعشق وهيام . وكما أن الرقي،لن تصيبه الأسرة،إن لم تنم في جنباتها شجيرات الألفة والوئام، إن لم يكن التعاضد والتراحم سمات تزين أجبنة الأبناء والأبوين على حد سواء،فإنه ما من وطن حر،ما لم تشرق الشمس فيه على جميع أطياف وألوان البشر،وأما الرفعة،فلن تكون،إنْ في الوطن حورب الفرد في عيشه وفكره ومعتقده . لا من صلاح في الحياة إن لم نعزف أجمعنا على أوتار الحب،فلا من بهجة تكتمل أو من فرح يعم،ما لم نخلد سوادنا إلى فيئ ذواتنا الشتيتة، نسْكنُ المحبة في سويداء القلوب،نُبَدِّلُ القبحَ جمالاً والعهر عفافاً والمذلةَ عزاً وشموخاً وإباء.

10177414_1383231578630025_7305018342928090737_n

      Salah Issa

أضف تعليق