صلاح الدين عيسى _ موسوعة جياي كورمنج
كلٌّ منكم وفي اليوم الفائت مر بنشاطات دبت في كيانه جملة من الحالات الشعورية ، ربما من فرح طوال اليوم أو من حزن آنيٍّ أو استمرت الكآبة مرافقة إياه طوال النهار وعانقته إناء الليل ، لكنها ضروريات العيش يا أحبتي تفرض علينا التجمل بالصبر وتحمل المكاره والنائبات على أشكالها وأحجامها وإلا فما الفائدة من استمراريتنا في زمن لا يأبه لمشاعرنا وأحاسيسنا ، لا من تشكي بعد الآن ، لسنا بأطفال نضرب الأرض بأقدامنا الصغيرة ونزعق طالبين الرأفة من الأهل وتلبية ما نشتهي ، فلا من أحد لأحد إلا الأخيار من البشر ممن يسكنون القلوب ويستوطنون جنبات الأنفس ، وهل منا من يطلب الشقاء لنفسه إلا الحمقى ، وبما أننا نحب العيش فما من مبرر لاستذكار ما فات من نكد ومآس مرت بنا ، علينا البدء من جديد ولا ضير إن فعلنا ذلك كل يوم ، فنحن وقد كرمنا الخالق بنعمة العقل قادرون على الإبداع في المحبة كإبداع البعض في الشعر أو النثر أو النحت أو ما طاب لنا من إبداع نهبه للجميع أو للبعض دون استئثار للنفس ، فرحنا مشترك فلا من فرح فردي وإن كان فردياً فهذا يعني نخر الأنا والنرجسية في جدران النفس ولزام علينا طردها لثقل ظلها . انظروا إلى الشمس أدناه لا تفرق في منحها الدفء والضوء بين جاسم وخللو وممو وإيفان وفرانسوا ومكسيم ، هي للكل مثال علينا الاحتذاء به إن رغبنا العيش في فيء خميلة المحبة.