شــفـانْ بـرور ْ، أمـــــــيـرٌ لـلـغـنـــــاءِ الـــكـرديِّ بــلا مـنـازعْ

10425559_1421620574791125_89428869_n 10428942_1421620548124461_172673603_n

قديماً قال لومبروزو : أعطوني طفلين رضيعين سأنشىء الأول وأجعله من كبار القساوسة والثاني سأجعله ذا شأن عظيم في الإجرام ، وكذلك ديننا الحنيف أكد على أن المرء أبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه ، وإن دل ذلك على شيء فإنما على دور المحيط بشتى مكوناته في تنشئة الفرد ومنحه طاقات جسدية وفكرية وخلقية ومهنية معينة . والأمر ينطبق تماماً على تنوع الأقاليم في كردستان … تميزها بالاخضرار …. تنوع مصادر جماليتها فمن واد عميق تخترقه أنهار دفاقة يرفدها من الأطراف ينابيع تزيد من فعالية سير الماء إلى مواطن الحب والحياة ، إلى سهول سندسية على مد النظر إلى جبال تشفي العليل بنسائم هوائها العليل إلى تلال ووهاد ومنخفضات أبدع الخالق في رسمها. نعم ، روعة المكان حيث الحياة الكردية ، كانت باعثاً لخلق إبداعات شتى أضفت على الحضارة البشرية بديعَ تميزٍ وتفرد لونت بالحسن والبهاء والبطولة والعبقرية والنبوغ والحكمة والمنطق معالم الشخصية الكردية وعلى مر العصور . ولعله من نافلة القول الإفضاء بأن الآداب مرآة الشعوب فإن أردنا معرفة أي من الأمم وما حظوظها في الرفعة والكمال أو الانحطاط والهوان ، فلا بد من نبش مخزونها الثقافي والعلمي . جمالية الطبيعة الكردية كانت من مسببات هذا الزخم الكبير من المبدعين في جميع مناحي الحياة الإنسانية ، فمن شعراء وكتاب لامسوا أوتار القلوب إلى علماء ونحويين وفلاسفة ومؤرخين وفنانين أثروا الحضارة الإنسانية ناهيك عن أبطال سطروا ملاحم خالدة وسياسيين شهد لهم العالم بالحنكة والمنطق وحسن إدارة البلدان ومقدراتها . * شفان * هو نتاجٌ حتميٌّ لطبيعةٍ كرديةٍ غناء …. لحضارة شعبٍ متأصلٍ موغلٍ في القدم ، هو أحد أبرز جماليات كردستان كونه صوتٌ معبرٌ عن روعة تلك الطبيعة وعراقة هذا الشعب وجدارته بل وأحقيته بالسمو والسؤدد لأنه وبمنتهى التواضع شعبٌ فاعلٌ نشط ٌ في جغرافية البشرية ومنذ غابر الأزمان . * شفان *أمير الغناء الكردي بلا منازع ، يخفق القلب منا ومنه كلما لامست أنامله الأوتار التي تتراقص طربة منتشية تبوح بالحسن والروعة ، ولإدراكه بأن الموسيقى غذاء الروح فإن * شفان * وآلة البزق صنوان لا يفترقان إلا ليلتقيا من جديد .

أضف تعليق