في مثل هذا اليوم ومنذ عقود أفـُلتْ أصاب الطبيعة طارئ أبهج الكائنات نبات وحجراً وبشر، البساتين أزهرت ضروب وردها ورياحينها والسهول السندسية أبدعت في ألوانها والجبال صبغ الثلج قممها بناصع الثلج والأنهار تهادت رفقاً بالإنسان والحيوان فتشتتَ ماءها إلى رياض غناء سرعان ما اخضرت ، والينابيع أيضاً قد ملت جوف الأرض وأبت إلا أن تنبثق قبل الأوان والأطيار بدورها قد راقها عرس المحبة فأتحفت الأسماع بعذب الألحان ، وأما الإنسان فقد انفرجت الأسارير منه حينما تلقفت الأسماع هذا الحدث البهيج .
وربما مَنْ يتساءل عن السر في هذا التجمل والتبدل في طبيعة الحياة آنذاك ، ليس في الأمر من لغز … هي الفرحة حلت على شعبنا الكردي بمولد فنان أسهم في نقل الموسيقى الكردية إلى كل أرجاء البسيطة لتصبح عالمية وبامتياز .
♥سعيد يوسف ♥ اسم غني عن التعريف ، يصادف هذا اليوم عيد ميلاده ، وها إني لأتساءل : أوَلا يحق لنا أن نحتفل بعيد ميلاده ، أولا يستحق منا أن نبارك له إطلالته علينا في مثل هذا اليوم ؟ إذا هلموا معي نقدم أسمى معاني الحب لإنسان جليل عاصر أفراح الأكراد وأحزانهم ، أحب البشرية جمعاء كونه قد عزف ولم يزل على أوتار المحبة ، والمحبة لن تكتمل ما لم تكن مناصفة بين جميع خلق الله .
بورِكـَتْ أم أنجبتك يا فناننا الكبير ، قـُدماً إلى المجد فنحن نقدر إسهاماتك في الرقي بنا كشعب غناء معطاء مُـحـِبٍّ للغير مُسْـهـِمٍ وبفاعلية كبيرة في الحضارة الإنسانية .
نحنُ نحبك أيها الفنان الإنسان ونوقنُ أعظم يقين أننا في مخيلتك نعيش على الدوام وفي ثنايا قلبك قد أفسحتَ لنا جميلَ الأمكنة وأروعها. عيد ميلاد سعيد .
تركيا ــ إزمير / الثلاثاء ــ 10 حزيران 2014م /