صلاح الدين عيسى – موسوعة جياي كورمنج
في كل يوم أرى الغرائب من سلوكيات البعض ، ودهشتي هذه ربما يفسرها يقيني بكثير من الناس يتلبسون الطهر ويدَّعون الوطنية والقومية ، هم يدْعون إلى التآلف والتلاحم والتعاضد لكنهم سرعان ما يكشفون عن سحنتهم البائسة وحقيقتهم التي أرادوا طمسها عن الأعين . في العاشر من حزيران الجاري صادف مولد الفنان سعيد يوسف ، كتبت له تهنئة هي منشورة في الصفحة ، ومن شدة حبي للاحتفاء بفنان قدير كسعيد قمت بالنشر في صفحة تضم تجمعاً لسكان إحدى القرى في عفرين ، وكان الهدف من ذلك تجميل الصفحة بأخبار الفنان المذكور ، وهنا قامت القيامة ولم تقعد ، حدث ما لم يكن بالحسبان ، أحدهم وعلى الدردشة أخبرني دون إلقاء السلام : نرجوا ألا تنشر شيئاً لا يتعلق بأخبار القرية فصفحتنا تعنى بشؤون القرية فقط والفنان المذكور ليس من القرية . أصبت بصدمة جراء إهانة كهذه ، وتساءلت عن السبب في عدم قبول فنان كسعيد ضيفاً على تلك الصفحة ، والدهشة قد زادت من استحواذها عليَّ معرفتي بأن القائمين على إدارة الصفحة هم كلهم يدعون انتماءهم إلى حزب كردي يسير على نهج البرزاني الخالد ، جربت نشر المقال في صفحات أخرى لقرى أخرى في عفرين ، انتظرت علي أصادف بانتكاسة كالتي حدثت ، لكني قوبلت بالترحاب فعاش سعيد في طيات تلك القرى ضيفاً عزيزاً .
أخذت أفكر عن الجدوى في النفاق والكذب يتقمصه كثير من الأحزاب الكردية بينما سكان القامشلي وعفرين والحسكة كل منهم ينشد التعامل مع محيطه دون الاعتراف بالآخر . كلنا أكراد وأكثرنا مثل السنونو يطير منفرداً حيث الفرقة كانت ولم تزل من أسباب انهيارات شتى أصابت الجدار الكردي ، أحدثت فيه الفجوة تلو الفجوة ، هل أنا محق إذاً في إبداء الاستياء وإنزال اللعنة على أناس لا يهمهم إلا إشباع الغرائز والعزف ليل نهار على أوتار القومية والوطنية بينما هم والنفاق لا يفترقون . ورغم إبدائي للغضب والأسى والاستياء من سلوكيات الكثيرين ، لكني أكِــنُّ لكم الحب يا أصدقائي فلا مفر من محبتي لكم فإني بذلك أسعدُ نفسي قبل إسعادكم . يومكم نير مثل قلوبكم المشرقة دفئاً ومحبة .